الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية صحيفة عبرية: العالم ينتظر نظاما جديدا في السنوات القادمة

نشر في  15 جانفي 2016  (10:15)

أشارت صحيفة عبرية إلى أن ستحدث تغييرات في النظام العالمي في السنتين القادمتين، مشيرة إلى أنه بعد عام واحد بالضبط سيجلس رئيس جديد في البيت الأبيض، موضحة أن التغيير سيكون في مكانة الولايات المتحدة في قيادة العالم.

وأشارت صحيفة "يديعوت آحرونت" إلى أنه فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط فإن الرئيس أوباما يقود من الخلف، ويضرب من أعلى وينظر من الجنب، مشيرة إلى افتقار أمريكا إلى الحزم في المواجهة مع قادة يتحدون النظام الذي كان قائما من جهة، ومع ظاهرة مثل "تنظيم الدولة" الذي يشكل خطرا على الولايات المتحدة نفسها وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن عودة القيادة الأميركية لا تعني المعركة العسكرية فقط. فالملايين من الناس الذين خرجوا للتظاهر ضد الأنظمة المستبدة، والملايين من الناس الذين هربوا من الفقر، والبطالة وغياب الظروف الصحية الأساسية، جسدوا فشل المؤسسات الدولية في الاستجابة المناسبة لهذه الأزمات. بعد الحرب العالمية الثانية، تولت الولايات المتحدة مهمة القيادة في إعادة بناء أوروبا وشرق آسيا اللذين لم يسقطا في أيدي النظام الشيوعي. وبقيادة الولايات المتحدة أنشئت المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. لقد أسهمت هذه المؤسسات في استقرار النظام العالمي، ولكنها اليوم تجد صعوبة في توفير الإجابة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس القادم سيضطر، بحكم الظروف، إلى العودة للصيغة التي وجهت الرؤساء الأمريكيين منذ الحرب العالمية الثانية، اضرب أعداء الديمقراطية وأصلح شعوبهم بعد النصر، موضحة أن بعملية الإصلاح هناك ضرورة لتقوية المنظمات القائمة وربما مواءمتها، على سبيل المثال تغيير تركيب مجلس الأمن، بحيث يمثل أجزاء كبيرة من سكان العالم.

وأضافت الصحيفة أنه عندما تمسك الولايات المتحدة مجددا بزمام القيادة ستجد أصدقاءها الجدد - القدامى وفي مقدمتهم أوروبا. إن أحلام الحلف السياسي الاقتصادي الأوروبي تبددت في السنوات الأخيرة نتيجة رغبة بعض الدول التي لم تنضم إلى المنظمة، وتدهور الانضباط الداخلي وتنفيذ القوانين والمواءمات التي فرضتها الدول الأعضاء على نفسها.

وأشارت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي قد أبطأ من وتيرة توسعه. وحتى الاستفتاء الشعبي في بريطانيا في 2017 سيجد في المفاوضات مع هذه الدولة الصيغة التي تتيح لها البقاء كعضو فيه. إن هذه الصيغة ضرورية لأن بقاء بريطانيا ستكون بمثابة ضربة للحركات الأخرى في أوروبا، والتي تسعى لمحو رؤية الاتحاد الأوروبي. وسيقوى التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وأوروبا أيضا إذا توصل الطرفان في السنوات القليلة القادمة إلى اتفاق شامل للتجارة الحرة. ذلك الاتفاق بين جانبي المحيط الأطلسي واتفاق مواز بين جانبي المحيط الهادي سيمد الشراكة بميزة اقتصادية هائلة ويدعم مركز الولايات المتحدة.

واختتمت الصحيفة بأن الخطر في النظام العالمي الاقتصادي الجديد، الذي يستند إلى اتفاقات تجارة حرة ترتكز، بوصف مبسط إلى حد ما، على إلغاء الرسوم الجمركية فقط للدول المشاركة في الاتفاقات، الخطر يكمن في تضرر اقتصادات دول كثيرة، هي في معظمها دول متخلفة بحد ذاتها، مشيرة أن الدول التي ترتب نفسها في اتفاقيات تجارة حرة سوف يتعين عليها إيجاد بدائل للنظم الدولية التي أتاحت سابقا لجميع الأعضاء بلا استثناء التمتع بالتسهيلات الجمركية. وبدون حلول كهذه، وبرامج مساعدة وإصلاح، ستستمر الاقتصادات المتخلفة في خلق مشاكل الأمن والهجرة لبقية أجزاء العالم.

مفكر الاسلام